فراسة عربية

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

روي عن أعرابي يسكن البادية أن له ثلاثة أولاد سماهم باسم واحد و هو عبد الله , كبر هذا الأعرابي و أصبح طاعنا في السن و لما جاء أجله و أصبح على فراش الموت جمع أولاده و قال لهم : " عبد الله يرث و عبد الله يرث و عبد الله لا يرث " ثم أخذته المنية مباشرة و لم تترك له الفرصة ليوضح لأبنائه الثلاثة مقصده , و لما حار الثلاثة في قول أبيهم قرروا التوجه الى القاضي و الاحتكام لديه في أمرهم المحير , و لما كانوا في الطريق التقوا بأعرابي يبحث عن ضالة له , فقال لهم فقدت جملا فهل رآه أحدكم , فقال الأول : " أجملك أعور " فرد الأعرابي بنعم , فقال الثاني : " أجملك أعرج " فرد بنعم , فقال الثالث : " أجملك مبتور الذيل " فرد بنعم , فقالوا له عندها أنهم لم يروه فكذبهم الأعرابي و قال :" بل أنتم سارقوه فهيا معي الى القاضي " , توجه الأربعة الى القاضي و طرحوا المسألة بين يديه , فقال للأول : " ما الذي دعاك الى قول ما قلته " فقال : " رأيت أن العشب على أحد جانبي الطريق مأكول أما العشب في الناحية الأخرى فبقي كما هو فعلمت أنه أعور " ثم توجه القاضي الى الثاني و قال : " ما الذي دعاك الى قول ما قلته " فقال الثاني : " رأيت أن أثر الجمل يكون كبيرا و واسعا في جهة بينما تكون الأخرى أقل فعرفت أنه أعرج " فقال القاضي للثالث : " و ما الذي دعاك لقول ما قلت " فقال الثالث : " رأيت على الطريق أن بعر الجمل مكتل كتلا كاملة غير متشتت , فالجمل ان كان له ذيل فهو يحركه يمنة و يسرة فيبعثر البعر على كامل الطريق الا أن هذا الجمل كان غير ذلك , و هكذا عرفت أن هذا الجمل مبتور الذيل " و لما سمع القاضي من الثلاثة أقر ببراءتهم من هذه الجريمة فتكلم أحد الأخوة و قال انا نقصدك في مسألة لعلك تحلها و لما أخبروه بأمرهم قال القاضي : " حل الليل , فامكثوا عندي هذه الليلة و دعوا مسألتكم حتى الصباح " و لما حل الثلاثة ضيوفا عند القاضي قدم لهم طعام العشاء و كان عبارة عن لحم و خبز , فقال الأول : " اللحم المقدم اليكم هو لحم كلب " و قال الثاني : " و الخبز المقدم طهته امرأة حامل في شهرها التاسع " و قال الثالث : " انتبهوا فان هناك عينا تنظركم و تتجسس عليكم و قاضيكم هذا هو ابن حرام " و لما طلع الصباح سأل القاضي الأول عن سبب قوله ما قال فرد : " ان لحوم بقية البعير تكون بترتيب معين فأنت تجد فيها العظم ثم يتلوه اللحم ثم يتلوه الشحم في الأعلى الا أن لحم الكلب يكون عظما فوقه شحم و من فوقه لحم " فأتوا بالطاهي فأقر و ٌقال : " تأخر الماشية عن الحضور و لم أجد ما أطهوا للضيوف و ما وجدت أمامي الا كلبا فقلت أطهوه لهم و لن يدري أحد " ثم توجه القاضي للثاني و سأله عن سبب قوله ما قال فرد الثاني : " ان الخبز الذي قدم لنا مطهو من طرف واحد و نيء من الطرف الآخر فالمرأة الحامل في الشهر التاسع يكون بطنها منتفخ أمامها فلا تستطيع أن تدير الخبز من الجهة الأخرى ليطهى فيبقى نيئا من طرف و يطهى من الآخر " و لما سألوا عمن طهى الخبز وجدوه امرأة حاملة في شهرها التاسع , ثم سأل القاضي الثالث : " و ما الذي دعاك الى قول أنني ابن حرام " فقال الثالث : " ان من يتجسس على ضيوفه و يرسل عليهم أعينا تنظرهم هو ليس ابن حلال " فتوجه القاضي الى أمه و قال : " أستحلفك بالله يا أمي أن لا تخفي عني أمرا , هل أنا حقا ابن حرام " فأجابته أمه على مضض أن نعم , و لما سمع القاضي ذلك خرج الى الثلاثة و قال : " أين من قال ان اللحم لحم كلب " فقال عبد الله : " أنا " فقال له القاضي : " أنت ترث " ثم قال : " و أين الذي علم بأمر طاهية الخبز " فقال عبد الله : " أنا " فقال القاضي : " أنت ترث " ثم قال : " و أين الذي قال أنني ابن حرام " فقال عبد الله : " أنا " فقال القاضي : " أنت لا ترث " فاعترض و استغرب حكمه طالبا التفسير لذلك فرد القاضي : " لا يعرف ابن الحرام الا ابن الحرام " , فرجع عبد الله الأول و الثاني الى امهما و سألاها : " من الثالث فينا " فقالت : " حقيقة الأمر أن أباكم في أحد الأيام وجده بمحاذاة المسجد فأخذه و رباه بينكم و سماه كما سماكم عبد الله " .
أتمنى أن تكون هذه القصة ممتعة
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
تحياتي ...


 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]